كل ما تود معرفته حول الفرق بين تخصص التمريض والقبالة

عند التفكير في اختيار تخصص ضمن الرعاية الصحية، قد تواجه العديد من الأسئلة حول التوجه الأمثل بين التمريض والقبالة، إذ يُعتبر التمريض مجالاً أوسع يغطي مجموعة متنوعة من المجالات الصحية مثل الطوارئ، الجراحة، والعناية المركزة، في حين تركز القبالة على الرعاية الشاملة للنساء خلال فترات الحمل، الولادة، وما بعد الولادة.

نتحدث في هذا المقال حول الفروقات الرئيسية بين هذين التخصصين، بدءاً من أهداف ومهام كل تخصص، مدة الدراسة والمواد الدراسية وصولاً إلى فرص العمل والمميزات والتحديات التي ترافق كل منهما.

ستساعدك هذه المقارنة المفصلة التي نقدمها لك من دايركتلي في اتخاذ القرار الأنسب بناءً على اهتماماتك الشخصية وتطلعاتك المهنية في مجال الرعاية الصحية.

معلومات حول تخصص التمريض 

يعد تخصص التمريض من أهم وأقدم المهن الصحية التي تهدف إلى تقديم الرعاية الصحية الشاملة والمستمرة للمرضى، وهو تخصص يتمحور حول تحسين صحة الفرد والمجتمع من خلال تقديم الرعاية اللازمة في مختلف الظروف الصحية.

يكتسب الممرضون والممرضات مهارات متخصصة تشمل التعامل مع الحالات الحرجة، وإدارة الأدوية، وتقديم الدعم النفسي، والعمل ضمن فرق الرعاية الصحية.

أهداف تخصص التمريض

تسعى برامج التمريض إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:

• تقديم الرعاية الصحية: تحسين نوعية حياة المرضى عبر تقديم رعاية صحية شاملة ومتخصصة.
• تعزيز الصحة العامة: دعم الجهود الوقائية والوعي الصحي للمجتمع.
• الإدارة الصحية: العمل في تخطيط وتنفيذ الخطط العلاجية بالتنسيق مع الأطباء.
• التحليل السريري: تقييم حالات المرضى واتخاذ القرارات الصحيحة بناءً على التحاليل والأعراض.

السمات الشخصية لمتخصصي التمريض

يتطلب تخصص التمريض العديد من السمات الشخصية التي تساعد على النجاح في هذه المهنة، ومنها:

• التعاطف والرحمة: القدرة على التعامل مع المرضى بشكل إنساني وداعم.
• التحمل النفسي والجسدي: العمل في ظروف ضغط نفسي مرتفع ولساعات طويلة.
• العمل الجماعي: التعاون مع الفريق الطبي لتقديم أفضل رعاية ممكنة.
• الانتباه للتفاصيل: القدرة على متابعة الحالة الصحية بدقة واتخاذ الإجراءات المناسبة.

أقسام التمريض وأفضلها

تنقسم أقسام التمريض إلى عدة مجالات متخصصة، وكل منها يتيح للممرضين فرصة تطوير مهاراتهم في مجال معين. تشمل الأقسام:

• التمريض العام: وهو التخصص الذي يغطي كافة نواحي الرعاية الصحية للمريض.
• التمريض الجراحي: يركز على رعاية المرضى قبل وبعد العمليات الجراحية.
• تمريض الأطفال: يهتم برعاية الأطفال من الولادة حتى المراهقة.
• تمريض الطوارئ: يعمل على تقديم الرعاية العاجلة في حالات الحوادث والطوارئ.
• التمريض النفسي: يُعنى بتقديم الرعاية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية.

يعتمد اختيار أفضل الأقسام على اهتمامات الممرض الشخصية وميوله، ويعتبر تمريض الطوارئ وتمريض العناية المركزة من الأقسام الرائدة نظراً لحاجة السوق إلى متخصصين في هذه المجالات التي تتطلب مهارات عالية وتحمل لضغوط العمل.

اقرأ أيضاً: لماذا تدرس التمريض في جامعة اسطنبول كينت؟

مواد تخصص التمريض

تشمل مواد تخصص التمريض مجموعة من الموضوعات التي تُؤهل الطالب لممارسة مهنة التمريض بكفاءة. المواد الرئيسية تشمل:

• علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء: لفهم التركيب البشري وآلية عمل أعضاء الجسم.
• علم الأدوية: لدراسة الأدوية واستخداماتها وتأثيراتها.
• الرعاية الصحية الأساسية: لتعليم المهارات الأساسية التي يحتاجها الممرض في تقديم الرعاية اليومية.
• الإسعافات الأولية والطوارئ: للتعامل مع الحالات الحرجة والإسعافات العاجلة.
• التمريض النفسي: لتعلم التعامل مع المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية.
• أخلاقيات التمريض: لتعليم القواعد الأخلاقية التي يجب أن يتبعها الممرض في التعامل مع المرضى والزملاء.

مميزات وعيوب دراسة التمريض

تتميز دراسة التمريض بعدة نقاط إيجابية تجعلها من الخيارات الجذابة للطلاب:

• الطلب العالي في سوق العمل: الممرضون مطلوبون دائمًا في مختلف القطاعات الصحية.
• التنوع في العمل: يتيح للطلاب اختيار التخصص الذي يناسبهم من بين عدة أقسام.
• إمكانية العمل في أي مكان بالعالم: التمريض مهنة عالمية يمكن ممارستها في أي دولة.

أما بالنسبة للعيوب:

• الضغوط النفسية والجسدية: يتطلب التمريض القدرة على تحمل ضغط العمل، خاصة في الأقسام الحرجة كالعناية المركزة والطوارئ.
• العمل لساعات طويلة: قد يعمل الممرضون بنظام المناوبات، مما يتطلب العمل في الليل وأيام العطل.
• التعرض للأمراض: العمل في مجال الرعاية الصحية يتطلب التعامل المباشر مع المرضى، مما يزيد من احتمالية التعرض للأمراض.

اقرأ أيضاً: مميزات دراسة التمريض في جامعة بهتشه شهير

معلومات حول تخصص القبالة

تُعتبر القبالة أيضاً من أقدم المهن الطبية المتخصصة في رعاية النساء خلال فترة الحمل، الولادة، وما بعد الولادة، إذ يهدف هذا التخصص إلى تقديم الدعم الطبي والنفسي للنساء في هذه الفترات الحرجة.

ويعمل متخصصو القبالة على متابعة صحة الأم والجنين، والمساعدة في الولادات الطبيعية، بالإضافة إلى تقديم المشورة والرعاية اللازمة بعد الولادة لضمان صحة الأم والطفل كما يمكن لمتخصصي القبالة العمل في المستشفيات، العيادات، أو بشكل مستقل لتقديم خدمات الولادة المنزلية.

أهداف تخصص القبالة

يسعى تخصص القبالة إلى تحقيق عدة أهداف أساسية تخدم صحة الأم والطفل، وهي:

• تقديم الرعاية المتخصصة للحوامل: متابعة الحالة الصحية للأم والجنين طوال فترة الحمل.
• تعزيز الولادة الطبيعية: تشجيع ودعم الولادات الطبيعية وتقليل الحاجة إلى التدخلات الطبية غير الضرورية.
• دعم صحة الأم بعد الولادة: تقديم الرعاية الصحية والتوجيهات الضرورية للأمهات الجدد حول الرضاعة الطبيعية ورعاية الطفل.
• التثقيف الصحي: توفير المشورة الصحية والمعلومات للنساء حول الصحة الإنجابية والجسدية.

المهارات التي يجب أن يمتلكها متخصص القبالة

يحتاج متخصص القبالة إلى مجموعة من المهارات التي تؤهله لأداء دوره بكفاءة، ومن أهمها:

• التواصل الفعّال: القدرة على الاستماع وفهم احتياجات الأمهات وتقديم المشورة الطبية والنفسية.
• التحمل النفسي والجسدي: العمل في بيئة تتطلب قدرة على التعامل مع حالات طارئة وضغوط عمل مستمرة.
• اتخاذ القرارات السريعة: المهارة في اتخاذ القرارات المناسبة في حالات الولادة الطارئة أو المعقدة.
• الرعاية العاطفية: تقديم الدعم النفسي والعاطفي للنساء أثناء فترات الحمل والولادة وما بعدها.
• الاهتمام بالتفاصيل: متابعة دقيقة لحالة الأم والجنين لضمان اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب.

إذا كنت مهتمًا بتخصص القبالة، فهل لديك تساؤلات حول كيفية البدء أو ماذا يتطلب الأمر للنجاح في هذا المجال؟

أهم المواد الدراسية لتخصص القبالة

تشمل المواد الدراسية لتخصص القبالة مجموعة من المقررات التي تهيئ الطلاب لفهم التحديات الطبية والنفسية التي تواجهها المرأة خلال الحمل والولادة.

تتضمن هذه المواد:

• علم التشريح والفيزيولوجيا: لفهم بنية ووظائف جسم المرأة أثناء الحمل والولادة.
• علم التوليد: دراسة مفصلة لعملية الولادة الطبيعية وتقديم الرعاية الصحية للأم والجنين.
• رعاية حديثي الولادة: تعلم كيفية التعامل مع المواليد الجدد وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم.
• الصحة النفسية للأم: دراسة الجوانب النفسية والعاطفية المتعلقة بالمرأة خلال فترة الحمل وبعد الولادة.
• إدارة الحالات الطارئة: تعلم كيفية التعامل مع الحالات الطارئة أثناء الولادة، مثل النزيف أو تعقيدات الولادة.

اقرأ أيضاً: تكاليف دراسة القبالة في جامعة كينت وشروطها

مميزات وعيوب دراسة القبالة

تقدم دراسة القبالة العديد من المميزات التي تجعلها خياراً معقولاً للعديد من الطلاب، ولكن هناك أيضًا بعض العيوب التي يجب مراعاتها.

المميزات:

• الدور المجتمعي المهم: القبالة تمنح المتخصصين الفرصة لتقديم الرعاية الصحية والدعم للنساء في مرحلة حساسة من حياتهن.
• التوظيف المستقر: هناك طلب متزايد على القابلات بسبب الحاجة المستمرة للرعاية الصحية للنساء والمواليد الجدد.
• التواصل المباشر مع المرضى: يوفر التخصص فرصة لتكوين علاقات وثيقة وداعمة مع المرضى.

العيوب:

• الضغوط النفسية والجسدية: القبالة تتطلب العمل في ظروف طارئة وضاغطة، خاصة خلال الولادات المعقدة.
• ساعات العمل الطويلة: قد تشمل جداول العمل فترات ليلية وعطلات نهاية الأسبوع، مما يؤثر على الحياة الشخصية.
• التعرض للمخاطر الصحية: العمل في المجال الصحي يعرض المتخصصين إلى مخاطر صحية محتملة، مثل العدوى أو الإصابات.

مدة دراسة تخصص التمريض والقبالة

تختلف مدة دراسة تخصص التمريض والقبالة حسب البلد والنظام الأكاديمي، في معظم الدول تكون دراسة التمريض أو القبالة بالشكل التالي:

• التمريض: يتطلب مدة 3 إلى 4 سنوات للحصول على درجة البكالوريوس في التمريض.
• القبالة: تتطلب دراسة 3 إلى 4 سنوات للحصول على شهادة في القبالة، وقد تكون القبالة جزءًا من برامج التمريض أو تدرس كبرنامج مستقل بعد الحصول على شهادة التمريض.

مجالات وفرص العمل الخريجين بين تخصص التمريض والقبالة

مجالات وفرص العمل لخريجي تخصص التمريض

تفتح دراسة التمريض أمام الخريجين العديد من مجالات وفرص العمل المتنوعة في القطاع الصحي، وتتمثل أبرز هذه المجالات في:

• المستشفيات والعيادات: يستطيع خريجو التمريض العمل في المستشفيات العامة والخاصة، سواء في أقسام الطوارئ، العناية المركزة، الجراحة، أو رعاية الأطفال.
• الرعاية الصحية المنزلية: تقديم الرعاية الصحية للأفراد في منازلهم، وخاصة للمرضى المزمنين أو كبار السن.
• التمريض المدرسي: العمل في المدارس لتقديم الرعاية الصحية للطلاب، والتعامل مع الحالات الطارئة.
• التمريض الصناعي: العمل في الشركات أو المصانع لتقديم الرعاية الطبية للموظفين والعمال، والمساعدة في الوقاية من الإصابات.
• التعليم الأكاديمي: يمكن لخريجي التمريض المتخصصين المتابعة في الدراسات العليا والعمل كمحاضرين أو مدربين في الجامعات أو المعاهد الصحية.
• البحث الطبي: الانضمام إلى فرق البحث في المراكز العلمية والطبية للعمل على تطوير الممارسات التمريضية أو إجراء الأبحاث المتعلقة بالصحة العامة.
• الإدارة الصحية: التدرج في المناصب الإدارية داخل المستشفيات أو المؤسسات الصحية، والمشاركة في تخطيط وتنفيذ استراتيجيات تحسين جودة الرعاية.

مجالات وفرص العمل لخريجي تخصص القبالة

يعد تخصص القبالة من التخصصات المحددة التي تركز على رعاية الأم والطفل خلال فترات الحمل والولادة وما بعدها. وتتوفر لخريجي القبالة العديد من فرص العمل المتخصصة:

• مستشفيات الولادة: العمل في أقسام التوليد بالمستشفيات العامة والخاصة، حيث يتولون إدارة حالات الولادة الطبيعية وتقديم الدعم للأمهات.
• العيادات المتخصصة في صحة المرأة: تقديم الرعاية الصحية للأمهات خلال فترات الحمل وما بعد الولادة، بالإضافة إلى متابعة صحة المواليد.
• الولادة المنزلية: قد يعمل متخصصو القبالة بشكل مستقل أو ضمن فرق متخصصة في تقديم خدمات الولادة المنزلية، خاصة في المناطق الريفية أو لدى النساء اللواتي يفضلن الولادة الطبيعية في بيئتهن الخاصة.
• الرعاية المجتمعية: المشاركة في البرامج الصحية المجتمعية لتثقيف النساء حول الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.
• العمل في المنظمات غير الحكومية: الانضمام إلى فرق الرعاية الصحية التي تعمل في المناطق الفقيرة أو النائية، حيث يزداد الطلب على خدمات القبالة لضمان سلامة الأم والطفل.
• التعليم الأكاديمي: مع الخبرة والتخصص المتقدم، يمكن لخريجي القبالة العمل في التعليم الأكاديمي كمدرسين أو مدربين للقابلات الجدد.

الفروقات بين التمريض والقبالة من حيث فرص العمل

بينما يتيح تخصص التمريض مجموعة واسعة من الفرص عبر مجالات متعددة في القطاع الصحي، فإن القبالة تركز بشكل أكبر على الرعاية الصحية المتعلقة بالنساء والأطفال.

وفيما يلي أبرز الفروقات:

• مجال العمل: التمريض يوفر فرص عمل متنوعة في جميع أقسام المستشفيات والعيادات، بينما تركز القبالة على مجال الولادة ورعاية النساء الحوامل.
• النطاق الجغرافي: فرص العمل في القبالة قد تكون أكثر توفراً في المناطق التي تحتاج إلى رعاية نسائية مخصصة، بينما فرص التمريض متاحة على نطاق أوسع في المدن الكبيرة والمناطق الريفية على حد سواء.
• التخصص: القبالة تعد أكثر تخصصًا، مما يعني أن الخريجين يتعاملون بشكل مباشر مع حالات الحمل والولادة، بينما الممرض يمكنه التعامل مع مجموعة واسعة من الحالات المرضية.

اقرأ أيضاً: الدراسة في تركيا للعرب: التخصصات والجامعات والتكاليف

إحصائيات حول مهنة التمريض والقبالة حول العالم

إليك أهم الإحصائيات حول مهنة التمريض والقبالة على مستوى العالم، هذه الأرقام تعطي لمحة سريعة عن الوضع العالمي لهاتين المهنتين الضروريتين في الرعاية الصحية:

• يوجد حوالي 29 مليون ممرض وممرضة على مستوى العالم، مع توقع نقص بحوالي 4.5 مليون بحلول عام 2030.
• يعمل في العالم حوالي 2.2 مليون قابلة، لكن النقص المتوقع بحلول عام 2030 هو 0.31 مليون قابلة.
• تمثل النساء حوالي 70% من القوى العاملة في مجالات الرعاية الصحية والاجتماعية، مع هيمنة واضحة للنساء في مهن التمريض والقبالة​.
• النقص العالمي في مهن التمريض والقبالة سيصل إلى 4.8 مليون بحلول عام 2030، خاصة في الدول النامية​.
• واحد من كل ثمانية ممرضين يعمل في بلد مختلف عن الذي تم تدريبه فيه، ما يعكس أهمية الهجرة في قطاع التمريض​.

جدول بأهم الفروقات بين تخصص التمريض والقبالة وما هو الأفضل؟

نصيحتنا من دايركتلي لك:

إذا كنت تفضل العمل في مجال متنوع وتحب التعامل مع مجموعة واسعة من المرضى والمجالات الطبية، فقد يكون التمريض الخيار الأمثل، أما إذا كنت تشعر بشغف خاص نحو رعاية الأمهات والمواليد الجدد وتركز على الولادة الطبيعية، فإن القبالة قد تكون الأنسب لك.

في النهاية، اختر ما يتناسب مع اهتماماتك الشخصية والقيم التي ترغب في تحقيقها من خلال مهنتك، وبالتوفيق في رحلتك…