خطوات كتابة البحث العلمي: دليل شامل للباحثين والمبتدئين

كتابة البحث العلمي مهارة أساسية لطلاب الجامعات، فهي شرط مهم في العديد من التخصصات الأكاديمية وغالبًا ما تُطلب كمشروع تخرج. كما تهدف إلى تعزيز قدرة الطالب على تطبيق المعرفة وتنمية مهارات التحليل والتوثيق، مما يُعدّه لمراحل أكاديمية متقدمة أو يدعم مسيرته المهنية.

البحث العلمي ليس مجرد واجب دراسي، بل أداة تُظهر التزام الطالب بالمنهجية العلمية، وتُضيف قيمة مميزة للسيرة الذاتية. كما يُمكّن للباحثين من خلاله تقديم حلول مبتكرة تسهم في معالجة القضايا وتنمية المجتمعات.

في هذا المقال، نوفر دليلًا واضحًا لخطوات كتابة البحث العلمي، لمساعدة الباحثين على إدارة وقتهم بفعالية وتنظيم أفكارهم للحصول على نتائج دقيقة وبحث مميز.

ما هو البحث العلمي؟

يمكن تعريف البحث العلمي بأنه مجموعة من الإجراءات المنهجية والمنظمة التي يتبعها الباحث أو الطالب من أجل التعرف على جميع الجوانب المتعلقة بموضوع أو مشكلة علمية أو ظاهرة معينة. 

إلى جانب استخدام أساليب مدروسة لجمع البيانات الخاصة بهذه الظاهرة وتحليلها ثم استخلاص النتائج التي تؤدي لفهمها بشكل أفضل أو إيجاد حلاً لها ثم توثيق النتائج ومشاركتها ليستفيد منها الآخرون.

خطوات كتابة البحث العلمي بالترتيب

هناك عدد من الخطوات الأساسية التي يجب على الطالب الأكاديمي أو الباحث اتباعها لإعداد بحث علمي متكامل وتقديم نتائج حقيقية تساهم في معالجة موضوع البحث بشكل فعال:

 1. اختيار الموضوع

في البداية يجب على الطالب أو الباحث تحديد مشكلة محددة وواضحة يمكن دراستها والتوسع فيها أو الإضافة إليها وإيجاد حل أو تفسير لها.

غالبًا ما يرتبط موضوع البحث العلمي بمجال تخصص الطالب أو الباحث، حيث يعتبر ذلك من أسس نجاح البحث العلمي مع مراعاة التالي:

• يجب اختيار موضوع يثير شغف الباحث ومرتبط باختصاصه الجامعي.
• اختيار موضوع مرتبط بأحدث القضايا في مجال تخصص الباحث.
• استشارة عضو الهيئة التدريسية المشرف على الطالب للحصول على اقتراحات تساعده في تحديد موضوع البحث العلمي.
• التأكد من توفر مجموعة من المصادر والمراجع كافية لتغطية موضوع البحث.
• الاطلاع على الدراسات السابقة لتحديد المشكلة التي هي موضوع البحث العلمي بدقة.

2. جمع المعلومات والمصادر

يمثل جمع المعلومات والمصادر الخاصة بالبحث العلمي خطوة أساسية للحصول نتائج موثوقة ودقيقة وهناك العديد من المصادر التي نذكر أهمها:

• الرصد المباشر ومراقبة الظاهرة بشكل مباشر دون التدخل فيها. 
• جمع الاستبيانات التي تتطلب إجابات على أسئلة محددة. 
• الحصول على معلومات من خلال التفاعل المباشر مع الآخرين بما يخص موضوع البحث.
• جمع المصادر والبيانات من مختلف الكتب والمقالات العلمية المتعلقة بموضوع البحث والتقارير والجداول الإحصائية.
• إجراء تجارب ودعم البحث العلمي بالنتائج المستخلصة من هذه التجارب مثل التجارب الكيميائية في المختبرات.
• الاعتماد على البيانات التي تم استخراجها من دراسات أخرى سابقة.

بشكل عام يعتمد اختيار المعلومات والمصادر على طبيعة البحث وأهدافه ويجب اختيارها بدقة لضمان صحة النتائج النهائية.

3. صياغة سؤال البحث أو الفرضية

تمثل صياغة سؤال البحث أو الفرضية خطوة أساسية من خطوات كتابة البحث العلمي وتنقسم إلى: 

1– سؤال البحث

يتم استخدام أسئلة البحث في الدراسات الاجتماعية والإنسانية لدراسة بعض الظواهر السلبية مثل الإدمان أو العنف وتركز هذه الأسئلة على متغير مستقل يساعد في قياس وجود المشكلة أو غيابها، وتنتهي بطرح حلول إبداعية بعد تحليل المشكلة وتتلخص بالخطوات التالية:

1. يطرح الباحث سؤال واضح ومحدد، مثل (ما أسباب العنف في المدارس).
2. يجمع الباحث معلومات دقيقة للإجابة عن السؤال بحيث تساعده هذه الأسئلة في توجيه البحث وتحليل المشكلة.
3. في النهاية اقتراح حلول مناسبة تعتمد على النتائج التي حصل عليها الباحث.

2- الفرضيات

تستخدم الفرضيات، بشكل رئيسي في الأبحاث العلمية التجريبية، وتتكون من فرضية أو أكثر تضم متغيرين (مستقل وتابع)، حيث يعمل الباحث على إثبات العلاقة بين هذه المتغيرات من خلال خطوات منهجية دقيقة للوصول إلى نتائج مدعومة بأدلة واضحة.

على سبيل المثال: يريد الباحث إثبات فرضية (استخدام الأسمدة العضوية يزيد من نمو النباتات مقارنة بالأسمدة الكيميائية):

• يقوم الباحث بجمع البيانات وإجراء التجارب أو الدراسات لمعرفة إذا كانت هذه الفرضية صحيحة أو خاطئة حيث يقوم الباحث بزراعة نوع معين من النباتات في مجموعتين: واحدة باستخدام الأسمدة العضوية والأخرى باستخدام الأسمدة الكيميائية.

• يراقب الباحث نمو النباتات في كل مجموعة ويجمع البيانات الداعمة مثل (طول النباتات، كثافة الأوراق).
• تحليل النتائج لتحديد ما إذا كانت الفرضية صحيحة (الأسمدة العضوية أفضل) أو خاطئة (لا فرق بين الأسمدة الكيميائية والعضوية).

• تحديد النتائج بناءً على الأدلة التي وجدها الباحث.

4. وضع خطة البحث

لإعداد خطة بحث علمي شاملة ومناسبة، يمكن اتباع الخطوات التالية:

1. تحديد مشكلة البحث بشكل واضح ودقيق والإحاطة بجميع جوانب المشكلة لضمان عدم إغفال أي تفاصيل.
2. تحديد الصعوبات المحتملة التي قد تواجه الباحث أثناء تنفيذ البحث العلمي ووضع خطة للتغلب على تلك الصعوبات.
3. تحديد أهداف البحث العلمي التي يسعى الباحث لتحقيقها والتأكد من أن جميع مراحل البحث تسير نحو تحقيق هذه الأهداف.
4. تقديم تصور مبدئي للبحث من خلال إعداد ملخص شامل يوضح طبيعة البحث ومجالاته
5. تحديد الموارد اللازمة لتنفيذ البحث وإعداد تقدير أولي للتكاليف المادية
6. اختيار منهج البحث والطريقة التي سيتم استخدامها في جمع وتحليل البيانات.
7. استخدام خطة البحث كمرجعية للرجوع إليها عند الحاجة لتجنب العشوائية والابتعاد عن أهداف البحث العلمي المحددة.

اقرأ أيضًا: 25 وظيفة عالية الأجر يمكنك تعلمها من المنزل لتحقيق دخل ثابت

5. كتابة المقدمة

يجب كتابة مقدمة البحث العلمي بأسلوب مشوق يقدم لمحة عامة عن موضوع البحث، مع توضيح المشكلة التي يتناولها والإشارة إلى حلول مبدئية لمشكلة البحث بأسلوب يشجع القارئ على متابعة تفاصيل الدراسة ومعرفة النتائج المستخرجة.

مثال عن كتابة مقدمة بحث علمي:

يعتبر التلوث الصناعي أحد أبرز التحديات التي تواجه العالم اليوم، حيث يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان والحياة الطبيعية.

يهدف هذا البحث إلى دراسة تأثير النشاط الصناعي في المناطق الحضرية وسنقدم في هذه الدراسة حلولاً إيجابية لتخفيف هذا التأثير مثل استخدام الطاقة النظيفة وتطبيق سياسات بيئية صارمة للحد من مشكلة التلوث وتحقيق بيئة أكثر استدامة.

6. كتابة المنهجية

تتعلق منهجية البحث العلمي بمجموعة الإجراءات التي يقوم بها الباحث لدراسة موضوع ما ليتوصل من خلالها إلى نتائج محددة  حيث يساعد المنهج على توجيه الدراسة بطريقة علمية ومنظمة.

يعتمد اختيار منهج البحث العلمي على طبيعته ومن أبرز المناهج:

المنهج الوصفي

يهدف هذا المنهج إلى دراسة السلوكيات والخصائص البشرية أو الاجتماعية ويعتمد على أدوات مثل الاستبيانات، المقابلات، والملاحظات لجمع البيانات، مثل دراسة مستوى رضا العملاء عن خدمة معينة.

المنهج التجريبي

يستخدم المنهج التجريبي في العلوم الطبيعية مثل الفيزياء والكيمياء، حيث يركز على اختبار العلاقة بين مجموعة من المتغيرات عن طريق إجراء تجارب في بيئة مخبرية أو ميدانية مثل اختبار فعالية دواء جديد على مجموعة مرضى مقارنة بمجموعة أخرى.

المنهج التاريخي

يتم اعتماد المنهج التاريخي في البحث العلمي لدراسة تطور مشكلة ما عبر الزمن وتوقع سلوكها المستقبلي وهذا المنهج مناسب لدراسة تطور المشكلات الاجتماعية، الاقتصادية، أو السياسية عبر الزمن من خلال تحليل الوثائق، الأرشيف والتقارير التاريخية.

على سبيل المثال، دراسة تطور قوانين حقوق الإنسان وتأثيرها على المجتمعات الحديثة.

كما يوجد المنهج التجريبي والاستقرائي والمقارن ولا بد من التنويه أن كل منهج له أدواته وإجراءاته الخاصة ويمكن الجمع بين أكثر من منهج التي لتعزيز مصداقية البحث العلمي.

7. تحليل البيانات والنتائج

يعد تحليل البيانات والنتائج خطوة أساسية ومهمة من خطوات كتابة البحث العلمي ويتم عن طريقها تفسير البيانات الخاصة بالدراسة والتي تم جمعها لأغراض البحث العلمي تمهيدًا لاستعراض الحلول النهائية بشكل واضح يستند إلى الفرضيات التي تم دراستها وتناولها في البحث العلمي.

يتم تحليل البيانات والنتائج باتباع الخطوات التالية: 

1. تجميع البيانات الخاصة بدراسة الظاهرة المطلوبة بشكل كامل في فئات أو مجموعات حسب خصائصها المشتركة وقد تم جمع هذه البيانات بشكل صحيح سابقًا باستخدام أدوات خاصة مثل الاستبيانات، أو المقابلات، أو تدوين نتائج التجارب
2. تصنيف البيانات بما يتناسب مع طبيعتها في مجموعات حتى يتمكن الباحث من تحليلها بشكل صحيح لاستخلاص نتائج دقيقة 
3. تحليل البيانات المجمعة والمصنفة باستخدام أدوات التحليل التي تناسب طبيعة البحث تمهيدًا لاستخراج النتائج ويعد تحليل البيانات من أهم مراحل البحث العلمي لأنها تتيح فهم الدراسة موضوع البحث بشكل علمي وموضوعي.
4. استخلاص النتائج النهائية واستعراضها بشكل واضح وقابل للتفسير و مدعوم بالأدلة الواضحة ويساعد في فهم الظاهرة موضوع البحث العلمي.

8. كتابة الخاتمة

تعد الخاتمة الخطوة النهائية من خطوات كتابة البحث العلمي وتلعب دورًا هامًا في تلخيص نتائج البحث حيث تشمل النقاط التالية:

• تلخيص ما توصل إليه البحث من خلال موجز يحتوي أهم النقاط والنتائج التي توصل إليها البحث وتوضيح تحقيق أهداف البحث وربط النتائج بها 
•  توضيح أهمية القيمة العلمية للنتائج المستخلصة من الدراسة
• اقتراح خطوات أو تطبيقات تعتمد على النتائج المستخلصة من البحث العلمي وتوضيح إمكانية إجراء مزيد من الدراسات حول الظاهرة أو موضوع البحث.
• إنهاء خاتمة البحث بجملة تبرز أهمية البحث أو تفتح آفاق جديدة لدراسات مستقبلية.

بشكل عام يجب على الباحث التركيز على الإيجاز والوضوح وتجنب الحشو مع استخدام لغة بسيطة ومباشرة لكتابة خاتمة مميزة تعزز قيمة البحث وتسلط الضوء على النتائج التي تشكل توصيات واضحة أو نواة لرؤية مستقبلية.

اقرأ أيضًا: مجالات العمل الحر الأكثر طلباً في 2025: دليلك الشامل لتحقيق النجاح

أخطاء شائعة في كتابة الخاتمة:

يقع الباحث في العديد من الأخطاء الشائعة عند كتابة خاتمة البحث العلمي، ومن أكثرها شيوعًا:

• استعراض معلومات جديدة كليًا وتقديم بيانات أو أفكار لم يتم تناولها خلال البحث 
• كتابة خاتمة طويلة بشكل غير مبرر مليئة بالحشو وإعادة صياغة وتكرار الأفكار
• إغفال ذكر النتائج بشكل واضح وربطها بأهداف البحث في الخاتمة وعدم توضيح كيف أسهمت النتائج في تحقيق أهداف البحث والإجابة عن أسئلته.
• عدم تسليط الضوء على أهمية البحث وتقديم توصيات محددة تمهدًا لمزيد من الأبحاث المستقبلية

9. مراجعة البحث وتحريره

تعد مراجعة البحث العلمي وتحريره خطوة أساسية من خطوات كتابة البحث العلمي لضمان دقته ومنهجيته، حيث تسهم في الكشف عن الأخطاء الإملائية واللغوية أو الأخطاء المنهجية التي قد تؤثر على جودته. 

تشمل عملية مراجعة البحث النقاط التالية:

1. التحقق من دقة لغة البحث والكشف عن الأخطاء الإملائية، اللغوية.
2. التأكد أن المنهجية المستخدمة في الدراسة (وصفي، تجريبي، استقرائي، إلخ) يتوافق مع طبيعة البحث ولا تؤثر على جودته وأنه قد تم جمع البيانات بشكل صحيح وباستخدام أدوات موثوقة مع ضمان عدم تحيزها، والتأكد من مصداقية النتائج المستخلصة كونها تعكس البيانات الفعلية وليس توقعات الباحث أو آرائه الشخصية.
3. معالجة القصور وضمان توافق البحث مع معايير النشر العلمي.
4. التأكد من تنسيق البحث، التوثيق الصحيح، وتقييم المصادر والمراجع.
5. تدقيق عناصر البحث العلمي مثل العنوان، الملخص، المقدمة، المنهجية، النتائج، والخاتمة لمعرفة النتائج النهائية بوضوح

باختصار، تهدف مراجعة البحث وتحريره إلى إخراج البحث العلمي بأفضل صورة ملتزمًا بمعايير البحث العلمي ويساعد في إبرازه بأفضل صورة.

10. إعداد قائمة المراجع

ينظر إلى المراجع على أنها مجموعة الوثائق والمصادر التي تحتوي المادة العلمية التي يعتمد عليها الباحث في دعم نتائج بحثه العلمي مثل الكتب، الموسوعات، دوائر المعارف، المعاجم، كتب التراجم.

ويمكن توثيق المراجع في البحث العلمي بإحدى الطريقتين التاليتين:

1. التوثيق داخل النص حيث يتم كتابة اسم المؤلف وسنة النشر بين قوسين
2. التوثيق في نهاية البحث ويتم إعداد قائمة بالمصادر والمراجع المستخدمة، ويجب أن تكون متطابقة مع ما ورد داخل البحث.
3. نبدأ بالمراجع العربية ثم الأجنبية 
4. تعامل المراجع الأجنبية في التوثيق معاملة المراجع العربية
5. لا ترقم المراجع ترقيمًا تسلسليًا

طرق توثيق المراجع:

عند إعداد قائمة المراجع يجب أن تحتوي على عناصر توثيق المراجع الأساسية بالترتيب على الشكل التالي: 

1- المراجع غير المترجمة

يجب الالتزام بالشكل التالي:

اسم عائلة المؤلف، اسم المؤلف، (سنة النشر)، عنوان الكتاب – رقم الطبعة، مكان النشر: دار النشر.

• مثال: الجابري، محمد عابد، (1998)، تكوين العقل العربي- الطبعة الثانية، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية.
• مثال على توثيق كتاب له مؤلفان: النجار، أحمد، وعبدالله، محمد، (2010)، مفاهيم الإدارة الحديثة- (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المريخ.
• مثال على توثيق كتاب له أكثر من ثلاثة مؤلفين: الهاشمي، خالد، وآخرون، (2015)، طرق البحث العلمي: أسس وتطبيقات- (الطبعة الأولى)، عمّان: دار الفكر.

2- المراجع المترجمة

يجب الالتزام بالشكل التالي: 

اسم عائلة المؤلف، اسم المؤلف، (سنة النشر)، عنوان الكتاب، اسم المترجم – رقم الطبعة، مكان النشر: دار النشر.

مثال: دي بونو، إدوارد، (2005)، التفكير الإبداعي (محمد فتحي، مترجم)- الطبعة الثالثة، القاهرة: دار الفكر العربي (تاريخ النشر الأصلي 1992).

3- توثيق مقال في دورية علمية

يتم على الشكل التالي: 

عائلة المؤلف، اسم المؤلف، (سنة النشر). عنوان المقال. اسم المجلة التي أخذنا منها المقال، رقم المجلد، (رقم العدد)، أرقام صفحات المجلة. اسم المجلة ورقم المجلد بخط مائل

مثال: الزهراني، خالد، (2018). أثر التكنولوجيا على الأداء الأكاديمي للطلاب في الجامعات السعودية. مجلة الدراسات التربوية والنفسية، 10 (2)، 45-67.

ملاحظة: إذا كان للمؤلف أكثر من مصدر، يتم الترتيب وفق القواعد المذكورة أعلاه.

ما هي عناصر البحث العلمي؟

يتكون البحث العلمي من مجموعة من العناصر الأساسية التي تساعد في تنظيم البحث بشكل منطقي ومفهوم وهي:

1- عنوان البحث العلمي

يجب أن يكون عنوان البحث العلمي قصير لا يتجاوز 12 كلمة ويعبر بوضوح عن موضوع البحث ويثير اهتمام القارئ باعتباره المدخل لفهم موضوع البحث العلمي.

2- المقدمة

يجب أن تكتب مقدمة البحث العلمي بأسلوب مشوق يقدم لمحة عامة عن موضوع البحث، مع توضيح المشكلة التي يتناولها والأسئلة أو الفرضيات التي يسعى البحث للإجابة عنها والإشارة إلى حلول مبدئية لها.

3- الإطار النظري والدراسات السابقة

يتم عرض هنا عرض المفاهيم والنظريات المرتبطة بالبحث ومراجعة للأبحاث السابقة 

4- منهجية البحث

تتعلق منهجية البحث العلمي بمجموعة الإجراءات التي يقوم بها الباحث لدراسة موضوع ما ليتوصل من خلالها إلى نتائج محددة  حيث يساعد المنهج على توجيه الدراسة بطريقة علمية ومنظمة.

ويجب توضيح الطرق والأدوات المستخدمة لجمع البيانات وتحديد المنهج المستخدم (وصفي، تجريبي، تاريخي، إلخ) وتحديد العينة ومجتمع الدراسة.

5- النتائج

هنا يتم تفسير البيانات الخاصة التي تم جمعها تمهيدًا لاستعراض الحلول النهائية وتفسير النتائج والإجابة عن الأسئلة البحثية أو الفرضيات.

6- المناقشة والتوصيات 

يتم تحليل النتائج وربطها بالإطار النظري والدراسات السابقة واقتراح حلول أو خطوات عملية بناءً على نتائج البحث وتقديم أفكار لدراسات مستقبلية.

7- المراجع والملاحق 

يجب ذكر المراجع والمصادر التي اعتمد عليها الباحث في دعم نتائج بحثه العلمي مثل الكتب، الموسوعات، المعاجم، كتب التراجم بالشكل الرسمي المعتمد للتوثيق.

8- الخاتمة 

يجب على الباحث التركيز على الإيجاز والوضوح في كتابة الخاتمة وتجنب الحشو مع استخدام لغة بسيطة ومباشرة لدعم قيمة البحث وتسلط الضوء على النتائج التي تشكل توصيات واضحة أو نواة لرؤية مستقبلية.

نصائح لإبراز تميزك في كتابة البحث العلمي

هناك مجموعة من النقاط التي تضمن تميزك في كتابة البحث العلمي مثل:

• اختيار موضوع تهتم به
• تخصيص وقت منتظم للبحث لتحقيق أهداف واضحة 
• تنظيم البيانات في ملفات مخصصة تناسب طبيعتها
• متابعة الأبحاث الجديدة في نفس المجال للبقاء على اطلاع من خلال حضور الندوات وقراءة أحدث المؤلفات الأكاديمية
• الاستعانة بالأدوات الرقمية لحفظ البيانات 
• عدم التواني عن طلب الإرشاد من الهيئة التدريسية للحصول على توجيه علمي.

 بالإضافة إلى ما ذكر سابقًا يجب الاهتمام بالنصائح التالية:

استخدام تقنيات مبتكرة في العرض

يجب استخدام تقنيات مبتكرة في عرض مخطط البحث العلمي لأن ذلك يعزز من طريقة إيصال أفكار البحث العلمي بشكل فعال وجذاب وتشمل هذه التقنيات:

• إعداد شرائح تقديمية مختصرة ومنظمة تحتوي على ملخص للخطة البحثية وأهدافها الرئيسية. 
• تقسيم المعلومات إلى أقسام واضحة مع الاستعانة بالصور والرسوم البيانية لتوضيح النتائج.
• يجب تصميم الشرائح بشكل جذاب باستخدام ألوان وخطوط مناسبة لتحفيز اهتمام الجمهور وتسهيل استيعاب المحتوى العلمي

دمج التجارب الحياتية ذات الصلة بالموضوع

من الأفضل ربط موضوع البحث العلمي بتجارب حياتية من خلال: 

• إضافة مواقف حياتية ذات صلة بموضوع البحث، لتقديم أمثلة عملية تدعم رؤيتك.
• دمج التجارب الحياتية يساعد على توضيح أهمية البحث في الحياة الواقعية
• عند الحديث عن التجارب الحياتية يجب استخدام لغة بسيطة وواضحة تعكس تأثير هذه التجارب على موضوع البحث والنتائج وبيان كيف يمكن تطبيق النتائج بشكل عملي في مواقف مشابهة.

توثيق النتائج باستخدام رسوم بيانية واضحة

تمثل النتائج أحد أهم أجزاء البحث العلمي والتي يجب أن تكون واضحة ومباشرة، بحيث تعكس بوضوح الإجابات على أسئلة البحث أو تحقق الفرضيات. يعزز استخدام الرسوم البيانية من قوة عرض البحث العلمي ويساعد في توصيل المعلومات بفعالية ودقة:

• تساعد الرسوم البيانية في عرض النتائج بشكل بصري، مما يجعلها أكثر وضوحًا وأسهل فهمًا.
• تحويل الأرقام والإحصائيات إلى أشكال ورسومات توضح العلاقات بين متغيرات الدراسة والاتجاهات بسهولة.
• إن استخدام أنواع مختلفة من الرسوم (مثل الأعمدة، الدوائر، والخطوط) لتوضيح الفروقات بين المتغيرات أو عرض التغيرات الزمنية يسهل فهم النتائج وربطها بموضوع البحث
• تصميم الرسوم البيانية واستخدام ألوان وخطوط واضحة يجعل النتائج جذابة ومؤثرة ويبعد الملل عن المناقشة أثناء العرض.
• تتيح الرسوم البيانية مقارنة النتائج بين المجموعات أو المتغيرات بشكل سريع ودقيق.

اقرأ أيضًا: أفضل 10 نصائح للمقبلين على العمل الحر لتحقيق النجاح في 2025

في الختام، كان هذا دليلنا الشامل للباحثين والمبتدئين حول خطوات كتابة البحث العلمي، وإن اتباع هذه الخطوات بشكل منهجي ومنظم يعد الأساس في تقديم بحث متكامل يضيف قيمة إلى المعرفة العلمية.

تم إعداد هذا الدليل من قبل فريق مؤسسة دايركتلي للخدمات الجامعية ليكون مرجعًا مفيدًا للباحثين والمبتدئين لتحقيق أهدافهم البحثية، نرجو أن نكون قد حققنا الفائدة.